من تمام عبودية الخلق لربهم عزوجل تعظيمُهم للوَحيَين الكتابِ والسنّةِ؛ إذ عليهما مدار التكليف، وهما مصدر التشريع، وحصولُ خلل في تعظيمهما يورث قصورًا في اتباعهما، وانحرافًا عن تحقيق مقاصدها.
وقد عرض هذا الكتابُ موضوعَ تعظيم نصوص الشريعة من الكتاب والسنة، وذلك من جانبين؛ تأصيلي، وتطبيقي، فالتأصيلي بيّن عظيم مكانة النصوص الشرعية، وأن تعظيمها يحصل بتحقيق مقصد الشريعة من التنزيل والتكليف، وبتعظيم الله عزوجل وحرماته وشعائره.
أما الجانب التطبيقي فقد كشف عن معالم تعظيم النصوص الشرعية في حفظها، وتوقيرها، ونصرتها، وفهمها فهمًا سليمًا، وخدمتها، مشيرًا في ثنايا ذلك إلى جهود سلف الأمة وعلمائها في تحقيق هذا المطلب الجليل.
وعلى الرغم من اتساع هذا الموضوع وترامي أطرافه، فقد أحاط هذا الكتاب بمسائله، وعرضها بأسلوب علمي رصين، وبلغة سهلة واضحة، بعيدة عن الحشو والتعقيد.